المعنوي من الحوادث، أو ما هو مقبول لدى ائمة العلم، أو تلقته الأمة بالقبول.
الحادثة الاولى:
 حادثة الغار المشهورة الى حدّ التواتر المعنوي، وهي ان الرسول الاكرم y، عندما تحصّن في الغار مع ابي بكر الصديق نجاةً من طلب قريش له، (أمر الله حمامتين فوقفتا بفم الغار وفي حديث آخر؛ ان العنكبوت نسجت على بابه(1))حتى ان اُبي بن خلف – وهو من صناديد قريش، وقد قتله الرسول الكريم y يوم بدر – حين طلب منه كفرة قريش دخول الغار، قال: (ما أربُكم(2) فيه، وعليه من نسج العنكبوت ما أرى انه قبل ان يولد محمد) ووقفت حمامتان على فم الغار، فقالت قريش (لو كان فيه أحد لم تكن الحمامتان ببابه والنبي y يسمع كلامهم، فانصرفوا)(3).
 (وروى ابن وهب، ان حمام مكة، أظلّت النبي y ، يوم فتحها، فدعا

-------------------------------------------------------------------------------------------

(1) الشفا (1/ 313). حديث نسج العنكبوت رواه احمد (1/ 248) وعبد الرزاق في المصنف (5/ 389) من طريق عثمان بن عمرو بن ساج عن مقسم مولى ابن عباس، أخبر ابن عباس... الحديث. والحديث حسنه الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (3/ 179 - 181) والحافظ ابن حجر في الفتح. وفي (المجمع) (7/ 27) قال الهيثمي: رواه احمد والطبراني، وفيه عثمان بن عمرو الجزري وثقه ابن حبان وضعفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح. انظر التخريج في زاد المعاد (3/ 52) وقد ضعفه محقق المشكاة (5934). وللحديث شاهد في مسند ابي بكر المروزي (رقم 73) قال الارناؤوط: اسناده حسن، الاّ انه مرسل بشار بن موسى الخفاف العجلي كان علي بن المديني حسن القول فيه، وعن أحمد لا بأس به، وجعفر بن سليمان هو الصبي ثقه اخرج له مسلم في صحيحه، ابو عمران الجوني هو عبد الملك بن حبيب الازدي ثقة روى له جماعة. اهــ.
(2) (أربكم): حاجتكم.
(3) الشفا (1/ 313) - حديث وقوف الحمامتين على فم الغار، قال الزيلعي في نصب الراية (1/ 123): روى الطبراني في معجمه والبيهقي في دلائل النبوة والبزار في مسنده... ثم ذكر الحديث وقال: قال البزار: لا يعلم رواه الاّ عوين بن عمرو وهو بصري مشهور، ورواه ابن كثير في البداية والنهاية عن ابن عساكر وقال: هذا حديث غريب جداً من هذا الوجه. وفي (المجمع) (6/ 52ــ 53) بنحوه قال الهيثمي: رواه البزار والطبراني وفيه جماعة لم اعرفهم. وانظر تخريج الحديث الذي قبله وفيه قول المشركين كما في المسند: (لو دخل ههنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه).