ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب الثاني والعشرون | 405
(388-411)

الحرص ـ مع أن فيه هذه الاضرار والبلايا ـ وتقبلون على كل مالٍ دون أن تعبأوا أهوَ حلال أم حرام؟ وتضحون في سبيل ذلك بأمور جليلة وأشياء قيّمة تستوجبها الحياة الاخروية، حتى أنكم تَدَعون في سبيل الحرص ركناً مهماً من أركان الاسلام ألا وهو (الزكاة) علماً أنها باب عظيم تفيض منه البَركة والغنى على كل فرد، وتدفع عنه البلايا والمصائب. فالذين لا يؤدون زكاة أموالهم لا محالة يفقدون أموالاً بقدرها ويبددونها إما في أمور تافهة لا طائل وراءها، أو تلمُّ بهم مصائب تنتزعها منهم انتزاعاً.
ولقد سُئلت في رؤيا خيالية عجيبة ذات حقيقة، وذلك في السنة الخامسة من الحرب العالمية الاولى، والسؤال هو:
ما السر في هذا الفقر والخصاصة التي أصابت الامة الاسلامية، وما السر في التلف الذي أصاب اموالهم وأهدرها، وفي العناء والمشاق التي رزحت تحته أجسادهم؟
وقد أجبت عن السؤال في رؤياي بما يأتي:
ان الله تعالى قد فرض علينا فيما رزقنا من ماله العُشر(1) في قسم من الاموال، وواحداً من أربعين(2) في قسم آخر كي يجعلنا ننال ثوابَ أدعيةٍ خالصة تنطلق من الفقراء، ويصرفنا عما تُوغر في صدورهم من الضغينة والحسد. الا أننا قبضنا أيدينا حرصاً على المال فلم نؤدّ الزكاة. فاسترجع سبحانه وتعالى تلك الزكاة المتراكمة علينا بنسبة ثلاثين من أربعين وبنسبة ثمانية من عشرة.
وطلب سبحانه منا أن نصوم لأجله ونجوع في سبيله جوعاً يتضمن من الفوائد والحكم ما يبلغ السبعين فائدة. طلبه منا أن نقوم به في شهر واحد من كل سنة، فعزَّت علينا أنفسُنا وأخذتنا الرأفة بها عن 

---------------------
(1) (من ماله العشر) اي: جزء من عشرة اجزاء،مما يعطيه كالزروع.ــ المؤلف.
(2) (وواحداً من اربعين) اي:من المال القديم (كالعروض والمواشي) الذي ينتج الله منها في كل سنة على الاغلب عشرة بكراً جديداً.ــ المؤلف.

لايوجد صوت