ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب الثاني والعشرون | 406
(388-411)

غير حق، وأبينا أن نطيق جوعاً ممتعاً مؤقتاً، فما كان منه سبحانه الاّ مجازاتنا بنوع من صوم وجوع له من المصائب ما يبلغ السبعين مصيبة، وأرغمنا عليه طوال خمس سنوات متتالية.
وكذا، طلب منا سبحانه نوعاً من تنفيذ الاوامر والتعليمات الربانية الطيبة المباركة السامية النورانية نؤديها في ساعة واحدة من بين أربع وعشرين ساعة. فتقاعسنا عن أداء تلك الصلوات والادعية والاذكار، فأضعنا تلك الساعة الواحدة مع بقية الساعات. فكان منه أن كفَّر عنا سبحانه بما بدا منا من سيئات وتقصيرات، وجعلَنا نُرغَم على أداء نوع من العبادة والصلاة بتلقين التعليمات والتدريب ومن كرّ وفر وعَدْوٍ واغارة وما الى ذلك.. في غضون خمس سنوات متتابعة.
نعم! هكذا قلت في تلك الرؤيا. ثم أفقت منها، وفكرت متأملاً وتوصلت الى حقيقة مهمة جداً تضمنتها تلك الرؤيا الخيالية وهي:
ان هناك كلمتين اثنتين هما منشأ جميع ما آلت اليه البشرية في حياتهم الاجتماعية من تردّ في الاخلاق وانحطاط في القيم، وهما منبع جميع الاضطرابات والقلاقل. وقد بيناهما واثبتناهما في (الكلمة الخامسة والعشرين) عند عقدنا الموازنة بين الحضارة الحديثة واحكام القرآن الكريم. والكلمتان هما:
الكلمة الاولى: إن شبعتُ فلا عليّ أن يموت غيري من الجوع.
الكلمة الثانية:إكتسب أنت لآكل انا واتعب انت لأستريح انا.
وأن الذي يديم هاتين الكلمتين ويغذّيهما هو: جريان الربا، وعدم أداء الزكاة.
وأن الحل الوحيد والدواء الناجع لهذين المرضين الاجتماعيين هو: تطبيق الزكاة في المجتمع وفرضها فرضاً عاماً. وتحريم الربا كلياً. لأن أهمية الزكاة لا تنحصر في أشخاص وجماعات معينة فقط، بل أنها ركن مهم في بناء سعادة الحياة البشرية ورفاهها جميعاً، بل هي عمود أصيل تتوطد به ادامة الحياة الحقيقية للانسانية، ذلك لأن

لايوجد صوت